اقترب مغيب الشمس في الفاشر وكانت فتيات حي الكرانك علي موعد للذهاب الي ساحة المولد وهو اليوم الختامي بعد عدة أيام متتالية.. كانو يذهبون بالعشرات ويقطعون مسافة طويلة للوصول الي قرب مستشفي الفاشر الكبير قرب ساحة المولد حيث نصبت الخيام وبداخلها الحلوى المصنوعة من السمسم والفول السوداني والكبكبي وعروس المولد.. ارتدت البنات اجمل الثياب وتجمعو قرب شجرة اللالوب المشهورة في الحي وكل واحدة تحمل معها مبلغ من المال وشنطة صغيرة حتي تستقر الحلوى بداخلها.. وبما ان اليوم هو الأخير لابد من اذدحام البشر القادمون من أحياء الفاشر المتعددة نساء وأطفال وشباب.. وصوت النوية والدراويش يمدحون يسمع علي بعد مسافات طويلة.. بعض النساء اعدت الأطعمة في الخيام لتقديم الطعام والمشروبات.. كان هنالك صغار يضيعون وسط الزحام… كل فتاة تمسك يد الأخرى حتي لا يتفرق الجمع او تضيع احداهن ويتعكر طقس الإحتفال..عروس المولد كانت الأهم للفتيات وكل واحدة تشتري عروس من نقودها وترص العرائس علي الرمل بعد الخروج من زحمة الخيام وكل بنت عروسها بالقرب منها ويبدأ السمر والضحك علي الرمال ومن تنام يكيلون الرمل علي رأسها ويدسون عروسها.. وعندما تستيقظ بصراخ احداهن على اذنها ولا تجد عروسها وطرحتها وحزائها تبدأ المطاردة بين البنات والبعض علي الارض يحرسن العروسات من السرقة يعودون بعد ان يتعبن من الجري والعطش..يأكلون كل الحلوي التي احضروها من المولد وان تبقي منها توزع بينهم بالتساوي..كان البئر الذي اخذ مكانه قرب المستشفى مفضل للبنات وان كانت مياهه مالحة لكنها صالحة للشرب.. هي مضخة ولابد من بذل جهد لإخراج الماء من قاع البئر يشربون الماء ويعودون الي حيث باقي المجموعة لتذهب الأخرى للشرب.. لايوجد اناء علي حوض البئر سوي باقة من البلاستيك شقت الي جزئين وتركت للأرتواء ومسموح للحيوانات بالشرب منه.. تعود الفتيات ويتجمعون مرة اخيرة في شجرة السينما محل بيع التسالي في انتظار عودة الصبيان للعودة إلى البيوت في منتصف الليل.. لايحمل الأولاد اي من ادوات الدفاع عن النفس ولا العصي.. حتي الكلاب كانت ترمي بالحجارة.. والناس نيام في ذلك الوقت حتي صدأ الكلام يكاد يسمع وكانت الفاشر في منتصف التسعينيات آمنة وهادئة..توصل كل بنت الي اهلها ثم يتفرق الشباب كل الي بيته..
————
سلمي ابوبكر