حرية … سلام وعدالة

.

غياب المراقبة يهدد هدنة جنوب السودان


بعد أيام قليلة من توقيع اتفاق الهدنة بين حكومة جنوب السودان والمتمردين وقعت خروقات، وهو ما توقعه مراقبون وصفوا الاتفاق بالهش لعدم استناده لأي ضمانات في ظل ارتفاع حدة التوتر بين كل من سلفاكير ورياك مشار.
قبل أن يجف المداد الذى كتبت به أحرف الاتفاق الذى وقعه كل من رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت وزعيم المتمردين رياك مشار في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الجمعة، عاد الطرفان بعد يوم واحد من توقيع الاتفاق لمربع تبادل الاتهامات بخرقه.
فقد اتهم سلفاكير قوات مشار بخرق الاتفاق بقصف منطقة بانتيو، ومن جانبه أكد زعيم المتمردين رياك مشار أن قوات سلفاكير هي من قامت بخرق الاتفاق، متهما إياه بشراء السلاح من السودان، مبينا أن الاتفاق بحاجة إلى ضمانات تكفل التنفيذ.
وتوقع مراقبون تعرض الاتفاق المبرم للخرق بعد أن وصفوه بالهش لعدم استناده لأي مقومات وضمانات في ظل ارتفاع حدة التوتر بين كل من سلفاكير ومشار، وفق ما نقلته عدسات الإعلام العالمية لحظة التوقيع، فضلا عن وجود مليشيات لا تخضع لسيطرتهما.
بيد أن قراءة المحلل السياسي أقوك ماكور للأسباب التي دفعت للتوقيع الاتفاق بدت متفائلة، حيث يرى أن الضامن الأول لتنفيذ الاتفاق هو شعب جنوب السودان لأنهم ضحايا الاقتتال، بما أصابهم من قتل وتشريد ونزوح.
وقال ماكور فى حديثه للجزيرة نت إن الضمان الأكبر لتنفيذ الاتفاقية هي الضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي على أطراف النزاع، بالإضافة إلى أن من وقعوا الاتفاق يمثلون القيادات العليا والمجتمعية لدى الطرفين وأصحاب القرار فيما يدور.

ضمان الاتفاق
وخلافا لحديث أقوك يعتقد الأمين العام لحزب الجبهة الديمقراطية الجنوبية ديفيد وليم أن الرئيس الإثيوبي الذي احتضن الاتفاق يعد ضامنا له.
وأوضح وليم في حديثه للجزيرة نت أن عدم نشر قوات الإيغاد (وهي قوات تابعة للهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا) لقوات المراقبة هو ما أدى إلى خرق اتفاق وقف العدائيات الذي وقعه الطرفان في يناير/كانون الثاني الماضي. ويرى أن تكرار الخطأ نفسه في الاتفاقية التي وقعت مؤخرا سيؤدى إلى تكرار النتائج.
ووفقا لحديثه فإن أهمية قوات المراقبة الأممية التي يفترض أن تنشرها الإيغاد تكمن في أنها الجهة المعنية بمراقبة الاتفاق على الأرض ومعرفة من يخرقه.
من جانبه أكد وزير الإعلام بدولة جنوب السودان مايكل مكوى أن قواته ستحتفظ بحق الرد إذا تعرضت لأي هجوم من طرف المتمردين، واستنكر مكوى تعميم الحديث عن وقوع خرق للاتفاقية، وشدد على ضرورة نشر قوات المراقبة الأممية لرصد الطرف الذي يخرق الاتفاق.
وتساءل في حديثه للجزيرة نت قائلا "لو تعرضت لهجوم ودافعت عن نفسى أو قمت بالرد هل اعتبر معتديا وخارقا للاتفاق؟".
في المقابل فنًد الناطق باسم جماعة مشار حديث مايكل مكوى، مبينا أن العالم بأسره علم أن قواتهم استولت على بانتيو، وأن قوات سلفاكير من حاولت دخول المنطقة في محاولة باءت بالفشل إثر تعقبها.
من جانبه، شرح يوهانس موسى فوك في حديثه للجزيرة نت أن الاتفاقية ليس لها أي ضمانات غير حسن النوايا، مشككا في نوايا حكومة الجنوب إزاء حل الأزمة. واتهم سلفاكير بترجيح خيار الحسم العسكري دون الالتفات لمعاناة المواطنين.
واستبعد فوك خيار الحسم العسكري، مستشهدا بأنهم حاربوا الحكومة السودانية 21 عاما ولكنهم لم يستطيعوا تحقيق أي نتائج مرجوة إلا عبر السلام والاتفاق.
المصدر : الجزيرة
أجوك عوض الله جابو-جوبا

مراجعات

  • مستوى التفاعل 0%
تقييم القراء 0.00% ( 0
شارك في التصويت )



اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.