حرية … سلام وعدالة

.

عقلية العسكر المريضة بالسلطة والتسلط


ما يعرف بالمؤسسة العسكرية ظلت وعلى مدى زمني تجاوز نصف القرن من الزمان العقبة الكؤود اما استقرار الدولة السودانية ووحدتها ونمائها ، بل ظلت وحتى يومنا هذا توجه فوهات بنادقها تجاه الشعب السوداني ..
العقلية العسكرية شكلت الازمة الحقيقية في التعاطي مع ازمة الدولة السودانية فالمناهج الاكاديمية العسكرية منذ التحاق الطلاب بكلياتها ومعسكرات التدريب ظلت تشحن عقول المجندين باالمفاهيم المغلوطة ورسخت في اذهانهم الكثير من النظريات التي تكرس لسلطة العسكر واولويتهم بالحكم دون غيرهم ، فالناظر للعسكر من ادنى رتبة الى اعلاها يجد ان العقلية واحدة لا لسبب سوى تلقيها لذات المنهج الذي يقلل من قيمة الانسان والمواطن دافع الضريبة التي يصرف منها مأكل ومشرب وملبس وعلاج العسكر بل يسميه وينعته ببعض الصفات التي تقلل من شأنه وقيمته فتجدهم ينادونه بــ(الملكي ، والمواطن) ويعطون انفسهم القيمة الكبرى باعتبار انهم رجال ووظيفتهم القتال و مواجهة العدو اما المواطن في نظرهم فهو لا يقاتل و بالتالي فهو منتقص الرجولة والشجاعة والبسالة لذلك لا يحق له مجرد التعبير عن رأيه في اي قضية تعنيه او تعني الوطن …
هذه العقلية المريضة لم تكتسب هذه النظرة الخاطئة المتخلفة إلا عبر مناهج تربوية عسكرية بائسة ومعلمين عسكريين ايضاً تربوا على ذات المناهج و توارثوا هذه المفاهيم المغلوطة وظلوا ينقلونها عبر الأجيال في ميادين التدريب العسكري وعلى كافة المستويات ، المتابع عقلية العسكر المريضة
للشأن السياسي في هذه الأيام يرى هذه الحقائق بأم عينها من خلال الخبراء الاستراتيجيين الذين تسببوا في أمراض الضغط والسكري والقولون العصبي بظهورهم عبر الفضائيات المحلية والعالمية وهذا الخطل الذي ينشرونه والأكاذيب والتضليل الذي ادخل الحيرة والتعجب على مقدمي البرامج في هذه القنوات ..
هذا المرض العضال ظلت تعاني منه الدولة السودانية التي لم تؤسس وتبنى على الاسس الصحيحة وما لم يتم تحرير روشتة العلاج الناجع فلن يتعافى الوطن من أمراضه التي تسبب فيها هؤلاء العسكر المرضى فأمراض الوطن من المرض الملازم للعقلية العسكرية البائسة الفاشلة المجرمة …
المعركة التي يخوضها شعبنا العظيم وقدم ارتالا من الشهداء لاجلها تعتبر معركته الاولى التي تستند على سلاح الوعي والمعرفة واعتقد جازماً بأنها معركة التحرر والبناء في آن واحد فلا بد أن يتحرر الوطن من سلطة العسكر الى يوم الدين ليبني على حطامها مؤسسات الدولة على الأسس الصحيحة والتي فشلت كل الانظمة السابقة في وضع أولى لبناتها مما اورثنا وطناً مأزوماً و ممزقاً ، هذه المعركة تعتبر فاصلة ما بين الدولة السودانية الفاشلة والفاسدة والدولة السودانية الحديثة والتي يحلم بها الشرفاء من أبناء هذا الوطن واعتقد ان التضحيات التي قدمها أبناء هذا الشعب المناضل لن تضيع سدى وستنهي حالة الاستهبال السياسي والتسلط العسكري الى ابد الآبدين ..
النضال مستمر والنصر أكيد ..

 

أمين الشريف

مراجعات

  • مستوى التفاعل 0%
تقييم القراء 0.00% ( 0
شارك في التصويت )