حرية … سلام وعدالة

.

انتخبوا عبدالجبار رمز الحمار !


أكثر من يعرف ان الناس تضحك وتسخر من مسرحية الإنتخابات هو عمر البشير .. ولكن الرجل المُلاحق من العدالة الدولية لا يأبه ولا يكترث بمن يضحك أو يصدق أو يهزء .. فكل همه ومبلغ شأنه من المهزلة الماثلة هو ضمان سلامته الشخصية .. لذا يكد وينفق حتى يخرج مسرحيته السخيفة التي يريد بها إضفاء شرعية زائفة على حكمه .. ليكسب المزيد من الوقت ويحسن بها موقفه التفاوضي دولياً .. وهو في ذلك أشبه بقرصان يختطف طائرة ركاب .. تكمن أهميته في الرهائن الذين يختطفهم ..
وبالطبع لا تكتمل فصول أي مسرحية هزلية دون ممثلين يتمتعون على الأقل بالحد الأدنى من الشهرة .. ولكن مسرحية (رئيسنا) تعدت حدود الهزل إلى الإستخفاف والوقاحة وقلة الأدب .. ونظرة سريعة لأسماء الممثلين المُنافسين لـ (البطل) في المسرحية الكرتونية الرديئة تجعلنا نجزم بفشل هذه المسرحية حتى قبل ان يرفع الستار عن أول عروضها .. فإضافة لركاكة نصها نجدها تفتقر ايضاً لأبسط مقومات نجاح مسرح الترفيه .. الا وهي وجود ممثلين وممثلات معروفين يعوضون المشاهد عن رداءة السيناريو .. ويمنحون العرض المزيد من الشهرة والإعتراف ..
ولا أطيل عليك عزيزي القارئ وساورد لك أسماء المنافسين الرئاسيين في مسرحية الإنتخابات ، وحسب مفوضية الإنتخابات ، هم : فضل السيد شعيب ، محمود عبدالجبار ، ياسر يحيى صالح والسيدة / فاطمة عبدالمحمود .. والأخيرة علم على رأسه نار .. بل هي أشهر من الشاعرة الخنساء وشقيقها صخر .. وتستحق ان يوضع إسمها في موسوعة (جينيس) للأرقام القياسية .. فهذه العجوز كرست (50) عاماً من عمرها لخدمة العسكر ولعق أحذيتهم .. وهذه بلا شك حياة بائسة ومُخزية .. اسأل الله ان يأخذني في التو واللحظة على ان أحيا مثلها ..
اما عن ثلاثي المسرح (شعيب وعبدالجبار وياسر) فقد سألت عنهم جميع أصدقائي ومعارفي – ليس رغبة في معرفتهم لا سمح الله – بل كي أدفع عن نفسي ذلك الإحساس الكريه الذي تملكني منذ إعلان المفوضية .. فقد أحسست بالجهل لعدم معرفتي بهم .. ولحسن الحظ زال هذا الإحساس بعد ان بحثت بين أصدقائي ومعارفي فلم أجد من يعرفهم .. بل وجدت تقريعاً وشتماً من بعضهم .. حين إتهموني بالسفسطة والإهتمام بسفاسف الأمور .. فلجأت وسألت عنهم صديقي : (قوقل) ، والذي أحالني لحوار أجرته صحيفة مع أحدهم .. وهو المرشح عبدالجبار .. والذي عرض في الحوار برنامجه الإنتخابي في جملتين ، قائلاً : ان برنامجه قائم على هدى الشريعة الإسلامية التي سيعمل على تطبيقها وتنزيلها على أرض الواقع ! وأصدقكم القول انه حين قراءتي للبرنامج قمت بنزع (فيشة) الكهرباء والكيبورد في آن.. وتفوهت دون أن أشعر بكلمة بذيئة من تلك العينة التي تُقال ولا تكتب .. فالرجل الذي أتوا به للتزيين والتزييف لبس الدور وتلبّسه لدرجة ان تغول على دور بطل المسرحية الحقيقي نفسه ! 
ولكن من ناحية أخرى لماذا السخرية من عبدالجبار وشعيب ومن لف لفهم ؟ فترشحهم لهذه الإنتخابات هو تحقيقاً فعلياً لعبارة : الرجل المناسب في المكان المناسب .. فالحكم نفسه أصبح عاراً ومسبة بعد ان وصل إليه عمر البشير ..
وعن هذا يُحكى قديماً انه عندما تولى إبراهيم بن المهدي شقيق الخليفة هارون الرشيد مقاليد الحُكم .. وبعد أن بايعه العباسيين كبديلٍ للمأمون ، كتب الشاعر دعبل الخزاعي ساخراً من تولي أمثاله لشؤون الحكم ، قائلاً : إن كان ابراهيم مضطلعاً بها… فلتصلحن من بعده لمخـارقِ / ولتصلحن من بعد ذاك لزلزلٍ … ولتصلحن من بعده للمـارقِ ..
وكان مخارق وزلزل أشهر (صعاليك) ذلك العصر .. وبدورنا نجاري الشاعر النحرير دعبل الخزاعي ، ونقول : ان كانت السلطة قد وصلت لعمر البشير : فلتصلحن من بعده لعبدالجبار ولتصلحن بعد ذاك للحمار .
———————-
عبد المنعم سليمان

مراجعات

  • مستوى التفاعل 0%
تقييم القراء 0.00% ( 0
شارك في التصويت )



اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.