* قاطَع بعض الصحفيين جلسات البرلمان بحجة السياسات الإقصائية لرئيسه الفاتح عز الدين.. وهي ــ كما أباحوا ــ سياسات مستفزة.. وحسب الخبر الذي نشرته "الأخبار" أمس أن عز الدين يتجاهلهم ويتعمد تغييبهم، بينما فتح المجال لصحيفة واحدة تغطي بعض نشاطاته، وذكروا منها "زيارته للسلاح الطبي"..!
* قطعاً مرافقة رئيس البرلمان ليست شرفاً لصحفي أو غيره، بل البرلمان هو الذي يتشرف بصحفيين ارتضوا أن يضغطوا على جراحهم للتغطيات "المهببة!"، كواجب مهني مكرهين عليه لصحفهم و"قرائهم"، وليس واجباً مقدساً يتحملون من أجله العنت والاحتقار.. لكن مقاطعة هؤلاء الزملاء لجلسات البرلمان في حدود ما يمليه عليهم ضميرهم ليست كافية إن هي ارتبطت بمدى زمني محدد ولم ترتبط بشروط صارمة على المدى الطويل.. شروط تكسبهم احترامهم لأنفسهم.. فإن لم يجدوا التقدير، فما عليهم إلاّ أن يضربوا بأخبار البرلمان عرض الحائط… فهي أصلاً أخبار لا تقدم ولا تؤخر، ولكنها ضرورية لمعرفة "كيف يفكر هؤلاء؟!" على وزن "من أين أتى هؤلاء؟"..! فلولا نشاط الصحفيين البرلمانيين لما "نعمنا" بكل تلك السخرية المتدفقة عبر المواسم بسبب ضعف بعض البر لمانيين؛ ولما كشفنا وهنهم وهوانهم على الناس..!
* الصحفيون المقاطعون بنوا غضبهم على تعهدات سابقة لم يلتزم بها رئيس البرلمان، وهي تعهدات بالتخلي عن ظاهرة التمييز التي اشتهر بها منذ توليه المنصب.. أو كما قالوا.. لكنه لم يستطع التخلي عنها "فالطبع يغلب التطبع".. ولا يمكن "للعادة" أن تندثر بين جلسة وضحاها حتى لو بلغ غضب الصحفيين العيون.. يمكن للعادة أن "تخفت" فقط ــ حسب الحاجة..!!
* "مساكين!!" هؤلاء الزملاء الأعزاء ــ الزميلات العزيزات، وهم يبحثون عن "حقهم الدستوري والقانوني!!".. بينما السودان ــ كله ــ حفيت أقدامه وراء هذا الحق.. والوجوه "هي هي" كتماثيل حجرية..!
* الصحفيون ينتظرون رئيس البرلمان أن يتعامل معهم "بعدالة!!" ودون انتقاء "مؤسسات صحفية" على حساب أخرى..! بينما نظل نفتش عن دولة "المؤسسات!" فلا نجد غير "الأسى"..! وهنالك ــ أيها الغاضبون ــ أشياء لا يود أن تطلعوا عليها.. فهو رئيس برلمان "حزب" الغلبة فيه للقبح؛ ولن تجنوا منه ثمراً أفضل من الحنظل"..!
أعوذ بالله
————–
عثمان شبونة