حرية … سلام وعدالة

.

الطريق لإسقاط النظام : عميقا وراء مؤامرات صديق ودعة


 لن يتم إنجاز مهمة إسقاط النظام والبدء في بناء دولة – بمعنى الكلمة – اسمها السودان ما لم يتم فرز مفاهيم وأدبيات النظام عن مفاهيم وأدبيات "الدولة" . وطالما كنا متفقين على أننا نريدها – ونستطيعها- دولة مواطنة وليست (هي؛ في مأمولنا ولا في مقدرونا) دولة قبيلة أو طائفة أو جهويات وعرقيات فإن كل المفاهيم والأدبيات الجهوية والقبلية والطائفية تمثل أدوات للنظام وليست بحال من الأحوال أدوات للثورة ضده أو لبناء دولة المواطنة البديلة.
   من المؤسف أن يعتقد البعض جهلا أن مهمة التخلص من المحمولات الجهوية لمصطلحات غرابة وجلابة والخ هي مهمة "غير" أو "بعد" إسقاط النظام بداهة أن الأخير يظل يعزف على هذه الأوتار لتفريق وتمزيق الكتلة الثائرة ضده عبر صنائعه وأزلامه الظاهرة والمستترة. وما لم يتحرر الناس – في دواخلهم – من إسار التقسيمات الوهمية التي تمنحهم امتيازات أو تفرض عليهم  إقصاءات نتيجة لما لم يختاروه أو يقترفوه فإنهم لن يكونوا قادرين على التحرر من الظلم والقمع الذي يمارسه النظام ضدهم. أنت لم تختر جهتك ولا عرقك ولا قبيلتك، بالتالي أنت غير مطالب بتمرير أي ظلم يمارس ضدك نتيجة لهذا الانتماء. أنت اخترت طواعية أن تكون في صف القتلة واللصوص أو في مواجهتهم بالتالي يتحتم عليك أن تتحمل مسئولية هذا الاختيار كاملة غير منقوصة مهما عظمت فداحتها.
    في هذا الإطار كتبنا سلسلة مقالات سابقة وفي هذا الإطار سنستمر في الكتابة شاء البعض أم أبوا . ولم يأت الحديث عن إرباك الناس وارتباكهم فيما يتعلق بالمدعو صديق ودعة وسقوط كثير من الناشطين والواجهات الحقوقية السودانية في حبائله  التي دعمت بوضوح قتل المزيد من السودانيين في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، لم يأت هذا الحديث إلا في هذا السياق الوطني، ولن تثنينا التهديدات الممعنة في الجبن عن المضي قدما في التنبيه والتنوير والإيضاح.
   الاشتغال بالقضايا الحقوقية والانسانية ذات الصلة بالمأساة الدارفورية وغيرها (يفترض أن) ينبني على أرضية انسانية وأخلاقية لا تتحايث بحال من الأحوال مع أجندة أمثال ودعة الذين تطالهم اتهامات قوية بالاستيلاء على كميات طائلة من الدولارات بطرق غير قانونية فضلا عن سقوطه المدوي في مستنقع تمويل ودعم وتنفيذ جرائم النظام بالداخل ومؤامراته بالخارج، ناهيك عن القرائن الواضحة لصلته بالتنظيم الإرهابي العالمي للإخوان المسلمين. هذا مثلت من الخزي لن يجدي معه أن نقول أن الرجل منتم لدارفور و"تداخلاتها" ونبيح – بالتالي – إرباك الصف الوطني في تراتبياته المدنية والسياسية التي لا فكاك منها بهذا التداخل القاتل مع أدوات النظام الأمنية والاستخباراتية.
  المؤسف أكثر أن يتعامى بعض البعض – نتيجة لانهزامهم للعلاقات الشخصية – عن الحقائق الموضوعية التي أثبتتها الوثائق وعززتها الملاحظات حول السلوك والإدعاءات المستمرة والممنهجة التي لا تصب إلا في مصلحة النظام بتفريق وتصنيف الناس على أسس جهوية وحزبية "مريضة" وتسويق افتراءات الأجهزة الأمنية حول الجبهة الثورية ومكوناتها وقياداتها. كيف يكون لفت الانتباه الموثق لهذه المخاطر ومصادرها التي تمشي بين الناس أمرا انصرافيا أو غير مهم أو لا يملك أولوية إذا كانت نظرتنا لا تقدم خاصا على عام ؟
    هل يعلم هؤلاء الذين يقللون من مخاطر الظاهرة الودعية وملحقاتها كم من الأموال صرفت إبان زيارة الأخير لكمبالا؟ وماذا كانت تستهدف؟ وما علاقاتها بالافتراءات المضحكة عن إقدام بعض الحركات الدارفورية على تصفية جسدية مدعاة؟ وما إلى ذلك من حقائق ومخاطر وتهديدات تتلوى كالأفعى الرقطاء في المجالس والقعدات تحت أقنعة الهيئات التي يفترض فيها أنها تمثل الضحايا لا النظام ولا ودعة؟
وللحديث – دوما – تفاصيل وشجون آخر. ولن نتوقف – حتى لو توقفت أنفاسنا-  عن التنبيه والتنوير والإيضاح.
——————
فتحي البحيري 

مراجعات

  • مستوى التفاعل 0%
تقييم القراء 0.00% ( 0
شارك في التصويت )



اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.