حرية … سلام وعدالة

.

الادارات الامريكية والتعامل بازدواجية المعايير في العلاقات الدولية


ظلت الادارات الامريكية المتعاقبة على حكم امريكا منذ عقود بعيدة تتعامل بازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الدولية وقضايا الدول التي تتدخل في شؤونها الداخلية ؛ يأتي ذلك وفقاً بما تقتضيه المصالح الامريكية فيها .

إنّ الادارات الامريكية في الحزبين الجمهوري والديمقراطي ومؤسسات التشريع الامريكية ا”لكونغرس ومجلس الشيوخ” والمؤسسات التنفيذية الامريكية الاخرى كالبيت الابيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع الامريكية “البنتاغون” وهيئة الاستخبارات الامريكية “C . I. A ” والبنك المركزي الامريكي ؛ بل كل هذه المؤسسات الامريكية ومن يديرونها يعملون فيها بازدواجية المعايير حسب ما تقتضيه حاجة الولايات المتحدة الامريكية لذلك .

إنّ الادارات الامريكية خلال الحقب الماضية وبداية الالفية الثالثة نجدها تدخلت تدخلاً سافراً في دولة افغانستان بحجة محاربة حركة طالبان المتشددة وتنظيم القاعدة ؛ ومعلوم بانّ تنظيم القاعدة قد نفذ هجمات عنيفة على بعض المؤسسات الامريكية كبرج التجارة العالمي ووزارة الدفاع الامريكية “البنتاغون” في شهر سبتمبر 2001م ؛ الامر الذي جعل الرئيس الامريكي الاسبق من الحزب الجمهوري جورج دبليو بوش “الابن” يجن جنونه ويفقد اللياقة والدبلوماسية ويصرح بتصريحات بعيدة كل البعد عن العُرف الدبلوماسي المتعارف عليه إقليمياً ودولياً .

إنّ إدارة الرئيس الامريكي الحالي جو بايدن قامت بتوقيع اتفاقية مع حركة طالبان “الرادكالية” المتشددة وبموجب هذا الاتفاق فقد إنسحبت القوات الامريكية من افغانستان وتركت حكم افغانستان لحركة طالبان والتي قاتلتها الادارات الامريكية السابقة طيلة العشرين عام الماضية ؛ بحجة فرض الديمقراطية الامريكية في افغانستان الدولة المتعددة الاعراق والثقافات والطوائف الدينية ؛ الامر الذي جعل المراقبين في حيرةً من امرهم عن هذا الإنسحاب المفاجئء للقوات الامريكية من دولة افغانستان .

إنّ الولايات المتحدة الامريكية تدخلت كذلك في دولة العراق “بلاد الرافدين” وبصورة وحشية وبربرية وانتهاك واضح لسيادة هذه الدولة “العراق” وإختراقاً غير القانوني للقانون الدولي وانتهاك لحقوق الانسان العراقي .
فنجدها قامت بافتعال الاكاذيب والتضليل الاعلامي واستخدمت الالة الحربية الضخمة باساطيلها والسفن العابرة للقارات وبجبروتها المعهود ؛ بحجة انّ نظام الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين يمتلك اسلحة “دمار شامل” لكن للاسف بمرور الوقت لم يشاهد العالم اي شيء من هذه الاسلحة المزعومة واكتشف العالم باجمعه هذه الخدعة والفرية الكبيرة بتلفيق امريكا لبعض التقارير المكذوبة وتقديمها للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي الذي اتخذ قرارات تجاه دولة العراق حتى تجد الوايات المتحدة الامريكية كل المسوغات القانونية والامنية لاجتياح دولة العراق ؛ وفعلاً إستطاعت امريكا فعل ذلك كله على سمع وبصر كل العالم .

إنّ ادارة الرئيس الامريكي الاسبق جورج دبيليو بوش قد استباحت العراق واخترقت قواته المسلحة واجهزته الامنية والاستخباراتية ودمرت بنياته التحتية بل فعلت اكثر من ذلك ؛ فقد مزقت نسيجه المجتمعي وضربت نسيجه الطائفي والديني في مقتل وضربت اسفيناً عنصرياً بين كافة انواع الطيف القبلي حتى استطاعت ان تنفذ اجندتها وتتمكن من الهيمنة الكاملة على دولة العراق “واستباحتها” بشكل كامل ؛ لم تتوقف اريكا في هذا الحد ؛ بل قامت بسرقة كل الموارد النفطية العراقية ؛ و احتلت الحقول النفطية من أجل السيطرة والهيمنة الكاملة حتى يسهل لها تنفيذ اجندتها داخل دولة العراق بلاد الرافدين والنخيل الباساقات و”مربد الشعراء” المفترى عليها .
إنّ الادارات الامريكية تتعامل مع الدول وفق مصالحها الخاصة وتنفيذ اجندتها الاقتصادية والامنية والاستخباراتية .

يرى الخبراء والمحللين السياسين واساتذة العلاقات الدولية والقانون الدولي ؛ بانّ كل الادارات الامريكية في الحزبين الجمهوري والديمقراطي وكل المؤسسات الامريكية الاخرى تتعامل مع انظمة الدول والحكومات فيها حسب مصالحها ومنطلقاتها الذاتية ؛ وبالتالي لا تراعي الولايات المتحدة الامريكية في ذلك الديمقراطية الامريكية وكل ما يتعلق بحقوق الانسان ؛ فكلها ستظل شعارات “زائفة” ترفعها الولايات المتحدة الامريكية للهيمنة والسيطرة على الدول ؛ والتي متى ما إقتضتْ المصلحة الامريكية لذلك فعلتها ؛ وهي كلها شعارات مؤجلة التطبيق الي حين إشعار آخر .

إنّ الخبراء يؤكدون بانّ إدارات الولايات المتحدة الامريكية تتعامل بازدواجية المعايير خاصة تجاه العلاقات الدولية والسياسة الخارجية الامريكية .
إنّ المحللين ييرهنون على ماسبق ذكره بانّ كل المؤسسات الامريكية الآنفة الذكر لم تدين الاجراءات التصحيحية التي قام بها المكون العسكري في السودان ؛ بل غضت الطرف عنها ؛ كما انهم يدللون على ما ذهبوا إليه في تعامل الادارات الامريكية المختلفة مع القضايا الاقليمية والدولية والدبلوماسية ؛ ويشيرون في ذلك الي ذلك بتسمية إدارة الرئيس الامريكي الحالي جو بايدن سفيراً للولايات المتحدة الامريكية بالسودان السفير “جون غودفري” والذي قدم اوراق اعتماده لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول عبدالفتاح البرهان القائد العام لقوات الشعب المسلحة ومفجر مسيرة الاجراءات التصحيحة في السودان والتي اتخذها الفريق اول البرهان الخامس والعشرين من إكتوبر 2021م .

 

د. عبدالمجيد عبدالرحمن ابوماجدة

كاتب وباحث سوداني
Abdulmajeedaboh@gmail.com

مراجعات

  • مستوى التفاعل 0%
تقييم القراء 0.00% ( 0
شارك في التصويت )



اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.