حرية … سلام وعدالة

.

إعلان باريس الفرصة الاخيرة


مقدمة :-
ظل نظام المؤتمر الوطني يستخدم منهج الاقصاء لكل من يخالفه الرأي وبث الكراهية والفتنة بين ابناء الوطن الواحد وتسبب ذلك في انقسامات حادة وسط الاحزاب السياسية والعديد من منظمات المجتمع المدني وحتى الجماعات الاسلامية لحقها فايروس الانقسامات ، واستخدم النظام تكتيك فرق تسد من اجل الحفاظ على كرسي ومقاليد السلطة وتشديد قبضته الامنية على مفاصل الدولة ومؤسساتها – ان نجح النظام طيلة سنين حكمه السوداء في تنفيذ هذه السياسة القذرة آن الاوان لنعي ذلك جيدا وخلق تكتيكات مقابلة تؤدي الى توحيد صفنا في المقام الاول ونعمل من اجل تحقيق هدف واحد هو اسقاط عدونا الاول حيث لن يتحقق ذلك الا بتوحيد الصف الداخلي وكذلك الخارجي ..
دار كثير من الحديث واللغط هنا وهناك حول اعلان باريس الذي تم توقيعه بين الجبهة الثورية وحزب الامة القومي في اغسطس 2014 بالعاصمة الفرنسية باريس .
بكل اسف ان معظم الذين انتقدوا اعلان باريس صوبوا سهام نقدهم للشخوص دون النظر الى مضمون ومحتوى الاعلان ومدى اهتمامه بالقضية السودانية وايجار المخرج المناسب لها ، ولكم كنت اتمنى ان يتم تناول الاعلان فقرة تلو الاخرى من قبل الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب بالتحليل والنقد الموضوعي وتوضيح مكامن الضعف والقوة والخطأ والصواب واعتقد ان المهتم بالشأن السوداني وقضية شعبه المغلوب على امره لا بد ان يكون حريصا على ايجاد فرصة ولو واحدة لانقاذ اهلنا في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق من الحصار الذي فرضه عليهم النظام الدموي البغيض في اسوأ كارثة انسانية تمر على العالم ..
انتقاد السيد الصادق المهدي رئيس حزب الامه في شخصه جاء لاسباب كثيرة واعتقد ان السبب الرئيس هو مواقف الرجل الضبابية في احلك الظروف التي يمر بها شعبنا في مسيرة نضاله ضد اعتى الديكتاتوريات ومشاركة ابنائه في حكومة القتل والتشريد كذلك خذلانه للشباب في هبة سبتمبر الماضي كما ان للرجل سجل حافل بالمواقف السالبة – هذه المواقف لا تعني بأي حال من الاحوال اتباعنا لنهج النظام باقصائه عن الساحة السياسية ، وجميعنا يعلم حزب الامه وجماهيره العريضة ومواقفها الوطنية المشرفة ورفضها لسياسات الامام وجهرها بذلك عبر شباب وكوادر الحزب بصورة علنية وهذا تقدم كبير في اتجاه الممارسة الديموقراطية .
حينما وقعت الحركة الشعبية اتفاق نيفاشا مع الحكومة في 2005م وجدت ترحيب كبير من الشعب السوداني واستبشر الناس بها خيرا في احداث نقله للسودان من الحروب والجهل والفقر والمرض الى النماء والتقدم والازدهار الا انه لا ننكر هنالك من اشار اليها باصابع النقد في اجزاء منها او كلياتها والجميع مكفول له حق النقد الموضوعي والذي يسهم في تصحيح الاعوجاج وادراك الاخطاء التي ربما تؤدي الى موت الاتفاق ..
اعلان باريس جهد بشري لاناس ظلوا في سوح النضال المدني والمسلح لسنين طويلة من اجل اخراج الوطن من ظلاماته الدامسة التي ادخلنا فيها النظام الدموي البغيض واللقاء الذي تم بين الامام وقيادة الجبهة الثورية واعترافه بها وتوقيعه للاعلان خطوة متقدمة جدا بعد ان فقد امام الانصار الامل في النظام الكاذب المراوغ حيث اسدى لهم النصح والارشاد وحاول ربما احداث تغيير في سياسات النظام واخراجه من ظلامات الظلم والاقصاء الى نور التعايش السلمي وتقبل الاخر وفق منهج ديموقراطي يحفظ للجميع حقوقهم بالتساوي وآخر الامال التي تعلق بها الامام وثبة البشير والتي شارك فيها حزب الامة بقيادة زعيمه الصادق المهدي الا ان النظام اثبت للمرة المليون عدم جديته في حلحلة القضية السودانية وعدم رضائه وتنفيذه لمطلوبات ومستحقات الحوار واولها بسط الحريات وكان اعتقال الامام وابراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني وبعض النشطاء والصحفيين بمثابة رصاصة الرحمة على حوار الوثبة .
اعلان باريس هو الخطوة الاولى في الاتجاه الصحيح لتوحيد القوى السياسية الحريصة على استقرار السودان وايقاف الحرب وايصال المعونات الانسانية للمعسكرات والمناطق تحت سيطرةالجبهة الثورية وكذلك الفرصة الاخيرة للنظام لاخراج الوطن من النفق المظلم الذي ادخلنا فيه النظام واعتقد ان التوقيع يعتبر هدف ذهبي في مرمى الخصم حيث زادت عزلته الداخلية والخارجية بصورة قاطعة .
تصريحات البروف غندور القيادي في الحزب الحاكم اكدت ودللت على عدم رغبة النظام في حلحلة القضية السودانية وايقاف الحرب التي ادمنها النظام واستقرار الوطن الذي عاني كثيرا من الجراحات ، وهذا يضع كل الامام الصادق المهدي وكل القوى الحية التي ايدت اعلان باريس امام الامر الواقع والذي ينتظره الشعب منذ سنين طويلة وهو اسقاط من تسببوا في قتله وتشريده ومحاسبتهم فردا فردا ، واعتقد لن يتحقق ذلك الا بايمان الجميع بهذا الاعلان واقامة الندوات والنقاش حوله وخاصة الشباب وتكوين رأي موحد تجاهه وتجاه القضية السودانية والاقبال على الخطوة التالية بشجاعة وبارادة تامة لتخليص شعبنا من حكم النظام المافون . انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا ..
————-
امين الشريف – الرياض 11/8/2014م

مراجعات

  • مستوى التفاعل 0%
تقييم القراء 0.00% ( 0
شارك في التصويت )



اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.